"مصر الان "وحكاية أول محامية مصريه
"امشى جنب الحيط.. ومن خاف سلم"... تفتكر فعلا اللى خاف سلم ؟.. وأن المشى جنب الحيط ممكن يوصلك لأى نتيجة ؟
حكايتنا النهاردة عن بنت مصرية أصيلة .. قررت ماتمشيش جنب الحيط .. ولا تستسلم لعادات وتقاليد بتقول أن البنت مالهاش غير بيتها وجوزها وولادها .
حكايتنا عن أول محامية مصرية .. اسمها "نعيمة الأيوبى" .. بنت قوية جيناتها كلها إرادة وعزيمة .. يمكن نعيمة أول بنت فعلا يتقال لها البنت زى الولد ماهياش كمالة عدد
البنات اللى نجحوا فى الثانوية العامة السنة دى وداخلين الجامعة .. أوعوا تفتكروا أن الطريق للجامعة ده كان سهل .. وأنتم داخلين الجامعة..عايزاكم تقروا الفاتحة على روح "نعيمة الأيوبى" .. وقدام باب الجامعة اقفوا وأدعوا لـ " الآنسة فاطمة سالم، السيدة زهيرة عبدالعزيز والدكتورة سهير القلعاوى، والسيدة فاطمة فهمى"..
دول أول خمس بنات مصريات دخلوا الجامعة .. ووقتها الدنيا اتقلبت لدرجة انهم لما اتخرجوا اتحطت صورتهم صفحة أولى فى جريدة الأهرام وكأنه حدث نادر ..وهو فعلا حدث نادر .
القصة هنسمعها من المؤرخ التاريخي رشدي الدقن الذي دائما يقدم لموقع "مصر الان " حكايات تاريخية أثرت في المجتمع المصري
الدقن بدأ حديثه لنا أن "نعيمة " من 90 سنة تخرجت من كلية الحقوق .. ودى كانت معجزة فى حد ذاتها .. أن بنت مصرية تتعلم لحد ماتتخرج من كلية الحقوق ..
"نعيمة" فى الظاهر بنت ثرية .. أبوها معاه فلوس كتير وقدر يعلمها ..ووفر لها كل حاجة .. والشايع وقتها أن البنت هيجى لها عريس من طبقتها الغنية ياخدها تعيش فى بيت زى بيت أبوها وتبقى زوجة وأم لأولاد وبنات ..الأولاد يروحوا المدرسة والبنات فى البيت فى انتظار عريس .. دايرة مفرغة مالهاش نهاية .
"نعيمة " فى الباطن امتلكت ارادة حديدية ..قررت تحط نهاية للدايرة دى .. كملت تعليمها وكانت من أول خمس بنات دخلوا الجامعة .. أول خمسة فتحوا لنا كلنا الباب.. علشان النهاردة ندخل ببساطة نتعلم .
دخلت مدرسة محرم بك بالإسكندرية ، وأصرت على استكمال تعليمها فأرسلها والدها للدراسة في مدرسة الحلمية الجديدة بالقاهرة للحصول على الشهادة الثانوية.
" نعيمة الأيوبى" بتقول فى مذكراتها أن حلمها بالجامعة والعمل بالمحاماة فضل يطاردها من وهى صغيرة لماشافت عمها المحامى لابس روب المحاماه وبيدافع عن الناس ... القدوة مهمة جدا للبنات والاولاد فى السن الصغيرة .. فخلوا بالكم وكونوا قدوة لاولادكم ..
دخول نعيمة الجامعة ماكانش سهل .. ولولا طه حسين وايمانه بتعليم المرأة ماكناش عرفنا ولا واحدة من الخمسة دول ..وقتها قال لهم ماتجبوش سيرة انكم قدمتم فى الجامعة .. خلوا الموضوع فى السر لحد ما نقبلكم وتبقوا طلبة علشان أقدر ادافع عنكم قدام اللى عاملين نفسهم حماة الفضيلة والتقاليد وعايزين يجبروا البنت أنها تفضل جاهلة وفى البيت .
وفعلا بعد قبولهم فى الجامعة ..الدنيا اتقلبت وطلع ناس زى اللى بيطلعوا لنا اليومين دول يقولوا ازاى البنت تتعلم ..لازم البنت ترجع تقعد فى البيت .
"نعيمة الأيوبى " حققت حلمها وأصبحت أول فتاة مصرية تحصل على ليسانس .. لكن فضل الجزء التانى من الحلم .. ازاى تبقى محامية والنقابة بتسجل اسماء المحامين الرجال فقط .
نعيمة رفعت قضية على النقابة واخدت حكم بأحقيتها فى تسجيل اسمها وبقت اول محامية مصرية .
مش قلت لكم .. العزيمة والإصرار جينات مصرية أصيلة .. مش قلت لكم أن نعيمة الأيوبى والبنات الخمسة اللى فتحوا لنا باب الجامعة يستحقوا مننا فى أول يوم دراسة نقف وندعى لهم٠